نورهان
نورهان
نورهان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نورهان


 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  أخلاقنا بين النصر والهزيمة

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
سينشي كودو
مشرفة تحت التمرين
مشرفة تحت التمرين
سينشي كودو


ذكر
العمر : 23
نقاطي : 11372
مساهماتي : 113
تاريخ التسجيل : 19/03/2014

 أخلاقنا بين النصر والهزيمة Empty
مُساهمةموضوع: أخلاقنا بين النصر والهزيمة    أخلاقنا بين النصر والهزيمة Emptyالأربعاء مارس 19, 2014 7:39 pm

بسم الله الرحمن الرحيم
[center]
أخلاقنا بين النصر والهزيمة


 


الحمد لله جلَّ في عليائه، نحمدُه - سبحانه - على جزيل عطائه، ونشكره على إفضاله ونعمائه، وصلى الله وسلَّم على نبينا محمد خاتمِ أنبيائه، وعلى آله وصَحْبه وجميع نسائه؛ فإنهم خِيرة أوليائه، وعلى مَن اقتفى أثرَه واهتدى بهَدْيه إلى يوم لقائه، وبعد:


فهذه نَفْثة مصدور مما يجري بين أبناء الدين الواحد، ولا يخفى الآن ما يَحدُث في بلاد الشام والعراق من خلاف بين المجاهدين وشِقاق، وهذه فتنة عمياء - ردَّ الله الجميع إليه ردًّا جميلاً - جرَّت كثيرًا من الألسنة إلى الخوض في الأعراض من سبٍّ ولَعْن وشتم وهجر، حتى وصل الأمر إلى تكفير المسلمين، والعياذ بالله.


 


أما جانب المجاهدين فيما يحدث بينهم، فإن الله تعالى أمرنا جميعًا بالاجتماع والتقرب، وحذَّرنا من الفُرْقة والتشرذم؛ فقال - سبحانه - : ﴿ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ * وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ﴾ [آل عمران: 103 - 105].


 


اذكروا أيها الناس نعمتَه - سبحانه - عليكم، ولا تَفرَّقوا، ولا تفشلوا، ولا تُعطوا الفرصة لعدوِّكم أن يَعلو عليكم؛ فتَذهَب ريحُكم؛ قال تعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ * وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ [الأنفال: 46، 47].


 


قال الأديب البارع سيد قطب في "في ظلال القرآن" (3/ 1528): "فهذه هي عوامل النصر الحقيقية: الثبات عند لقاء العدو، والاتصال بالله بالذِّكر، والطاعة لله والرسول، وتَجنُّب النزاع والشِّقاق، والصبر على تكاليف المعركة، والحَذَر من البَطَر والرئاء والبغي.


 


فأما الثبات فهو بَدء الطريق إلى النصر، فأثبَتُ الفريقين أغلبهما، وما يُدرِي الذين آمنوا أن عدوهم يُعاني أشدَّ مما يُعانون، وأنه يألَم كما يألمون، ولكنه لا يرجو من الله ما يرجون، فلا مددَ له من رجاء في الله يُثبِّت أقدامه وقلبه!


 


وأنهم لو ثبتوا لحظةً أخرى فسيَنخذِل عدوهم وينهار، وما الذي يُزلِزل أقدامَ الذين آمنوا وهم واثقون من إحدى الحسنيين: الشهادة أو النَّصر؟


 


بينما عدوهم لا يريد إلا الحياةَ الدنيا، وهو حريص على هذه الحياة التي لا أمل له وراءها، ولا حياة له بعدها، ولا حياة له سواها؟!


 


وأما ذِكْر الله كثيرًا عند لقاء الأعداء، فهو التوجيه الدائم للمؤمن، كما أنه التعليم المُطَّرِد الذي استقرَّ في قلوب العُصْبة المؤمنة، وحكاه عنها القرآن الكريم في تاريخ الأمة المسلمة في موكِب الإيمان التاريخي"؛ اهـ.


 


ولا أريد أن أُطيل الذيلَ في هذا الأمر، فليس هذا غرضي من هذه الكلمة، وإنما غرضي أن نَنظُر لأخلاقنا التي هي سبب الهزيمة والنصر!!


 


وقد بعث الله نبيه صلى الله عليه وسلم ليتمَّ به مكارم الأخلاق وصالحها، لكنك واجدٌ الآن مَن يتَّسِم بهَدْي نبينا صلى الله عليه وسلم ظاهرًا في الشكل، ولا يتخلَّق بأخلاقه، بل قد لا ينتمي لهَدْيه الظاهر في الخُلُق، كيف وهو القائل صلى الله عليه وسلم في دعائه ربَّه: ((واهدِني لأحسن الأخلاق، لا يَهدِي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيِّئها، لا يَصرِف عني سيِّئها إلا أنت))[1].


 


ليست الفتنةُ فقط فيما يَحدُث بينا إخواننا الآن، بل الخطر الأعظم يخرج من مؤجِّجي الفتنة، ومسعري الحرب الضروس، أيًّا كان توجُّههم، إنهم مُرجِفو "الفيس بوك" والتويتر"!


 


ورحِم الله عبدًا كان مفتاحًا للخير، مغلاقًا للشر.


 


قال صلى الله عليه وسلم: ((إن من الناس مفاتيحَ للخير، مغاليق للشر، وإن من الناس مفاتيح للشر، مغاليق للخير، فطُوبَى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه، وويل لمن جعل الله مفاتيحَ الشر على يديه))[2].


 


وانظر - يرحمك الله - لجملةٍ من هَدْي النبي صلى الله عليه وسلم في حُسْن الخُلُق ومنزلته؛ فقد قال صلى الله عليه وسلم: ((ليس المؤمن بطعَّان، ولا بلعَّان، ولا الفاحش البذيء))[3].


 


وقال صلى الله عليه وسلم: ((سِباب المسلم فسوق، وقتاله كُفْر))[4].


 


فمَن ذا الذي يتجاسر على هذه الخِصال السيئة؛ من الفسوق، والفجور في الخصومة، والطعن واللعن، وفُحْش القول، والبذاءة؟!


 


و((إن العبد ليتكلَّم بالكلمة من رِضوان الله لا يُلقي لها بالاً، يَرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلَّم بالكلمة من سَخَط الله، لا يُلقِي لها بالاً، يهوِي بها في جهنم))[5].


 


وإن تَعجَب فعجبٌ قولهم: إن هذا دِفاعٌ عن دين الله، وغَيرة على دين الله تعالى! ويتَّهِمون غيرهم بأنه لا خَلاق لهم، ولا غَيرة لهم على الشرع، ولا حمية عندهم لدين الله!


 


أيكون الدفاع بالسب والشتم والتفسيق والتكفير؟!


أهذا خُلُق النبي صلى الله عليه وسلم؟!


فما لنا لا نتخلَّق بخُلُقه صلى الله عليه وسلم، وقد "كان خلقه القرآن"[6]؟!


ومن ذا الذي يتحمَّل تَبِعة هذا يوم القيامة؟! نعوذ بالله من الإفلاس؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((هل تدرون مَن المُفلِس؟))، قالوا: المفلس فينا يا رسول الله، من لا درهم له ولا متاع، قال: ((إن المفلس من أمتي مَن يأتي يوم القيامة بصيام وصلاة وزكاة، ويأتي قد شتم عِرْض هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، فيقعد، فيقص هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنِيت حسناتُه قبل أن يَقضي ما عليه من الخطايا، أُخِذ من خطاياهم فطُرِحت عليه، ثم طُرِح في النار))[7].


 


وإن الله - عز وجل - حثَّ على الصُّلح بين المسلمين، وإصلاح ذات البَيْن، لا الإفساد والعياذ بالله بينهم، فقال - عز وجل -: ﴿ لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 114].


 


وقال: ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴾ [الأنفال: 1].


 


وقال: ﴿ وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ * إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ [الحجرات: 9، 10]، فأين أين المصلحون المشَّاؤون بين الناس بالخير، والساعون للمِّ شَمْل المسلمين؟!


 


أما هؤلاء الساعون في الفتنة، الساقطون فيها، فأقول لهم: كُفُّوا ألسنتَكم، ((ومَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمُتْ))[8].


 


نسأل الله - جل في علاه - أن يؤلِّف بين قلوب المجاهدين جميعًا، وجميع المسلمين، وأن يردَّ كلَّ ضالٍّ مسلم إليه ردًّا جميلاً، وأن يَعصِمنا من الفتن، وأن يُجنِّبنا الشرور، وأن يغفر لمسيئِنا ويُصلِح ذات بيننا، آمين.


 


﴿ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ [يونس: 85، 86].




عدل سابقا من قبل نريمان في الجمعة مارس 21, 2014 6:14 pm عدل 1 مرات (السبب : حذف الروابط الخارجية)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فارسة الظلام
مشرفة تحت التمرين
مشرفة تحت التمرين
avatar


انثى
العمر : 33
نقاطي : 11303
مساهماتي : 47
تاريخ التسجيل : 08/02/2014

 أخلاقنا بين النصر والهزيمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخلاقنا بين النصر والهزيمة    أخلاقنا بين النصر والهزيمة Emptyالجمعة مارس 21, 2014 6:06 pm

شكرا لك لطرح الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نريمان
نائب الادارة
نائب الادارة
نريمان


انثى
العمر : 23
نقاطي : 111623
مساهماتي : 193
تاريخ التسجيل : 23/01/2014

 أخلاقنا بين النصر والهزيمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخلاقنا بين النصر والهزيمة    أخلاقنا بين النصر والهزيمة Emptyالجمعة مارس 21, 2014 7:44 pm

شكرا لطرح الموضوع
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هيام القمر
(2) عضو مبتدئ
(2) عضو مبتدئ
avatar


انثى
العمر : 31
نقاطي : 1011186
مساهماتي : 63
تاريخ التسجيل : 22/03/2014

 أخلاقنا بين النصر والهزيمة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أخلاقنا بين النصر والهزيمة    أخلاقنا بين النصر والهزيمة Emptyالأحد مارس 23, 2014 11:24 am

مشكوووووووووووووورة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أخلاقنا بين النصر والهزيمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نورهان :: { دموع الورد الاسلامي } :: المنتدى الاسلامي-
انتقل الى: